-->
»نشرت فى : الأحد، 6 يوليو 2025»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

سفر الطف ـ سلام السيد



سِفر الطفّ: ترتيلة البقاء


( ماءٌ ودم)


أريقُ ماءَ القربة،

فينفجر الرملُ…

على امتداد الطفّ،

تصحّر الفرات،

وبكتْ جداولُه

خجلًا من عيون العباس.


كفُّه تسقي العطاشى

في السرّ،

ويبكيه النهر

كلّما نطق الغيمُ بالعطش.


فوق الرمح

يُروى العطشُ شفاهًا

حكايةَ إباء،

رأسُ الشهادة

لا ينحني للريح.


( الوجوه الذاهبة إلى الله)


أتُبصرُ صعودَ

درجِ النبوّة؟

دمُ الرضيع

يرتقي بهدوء،

كأنه تكبيرٌ خفيّ،

قُرئ على مرأى الملائكة.


كفُّ الحسين

بدمِ الرضيع

تهطل شهادةً،

كأنّها جمرةٌ

من ماءٍ،

وسِرُّ اللهِ فيها حاضر.


وما معنى

أن يكون الموتُ

أشهى من العسل؟

اقرأ شفاء القاسم،

حين سار إلى الفقد

كأنّه عرس.


( صوت زينب)


خدرُ العقيلة…

أوسعُ من الجرح،

وأضيقُ من الصمت.

الجراح لا عَدّ لها،

بفم التصبّر

تُروى الحكاية.


لم أبكِ

لهولِ ما نزل بي،

والبقاعُ تعرفني،

أنا خدرُ المخدّرات،

وما انحنيتُ.


خربةُ الشام

تنهار،

تتصدّع إن نطقتُ

بكلمة.


صوتي

لم يكن بكاءً،

بل دعاءُ ختمِ البطولة،

يصحو نشيدًا

اسمه: صبرُ زينب.


( الكفّ واللواء)


لواءُ الكفيل…

دلالةُ الفداء،

أضمّها بعيني

كي لا تسقط من ذاكرتنا.

كفُّ العباس

ما انقطعت،

هي ظلُّ اللهِ

حين يحرسُ القلوب.


( البقاء في الغياب)


وجهُ أخي

لم يغبْ عن ناظري،

كما الجرحُ

معي لا الغياب.


وصيّةُ البقاء

كحّلتْ ثوبَ الشهادة،

عينُ العقيلة

ما نامت،

وما خذلت النور.


نقطةُ ضوءٍ

يتلى بها كتابُ الغيب،

وفي صدقِ الصمت

نطقٌ لا يُزاح.


( كربلاء: ميزان الأرواح)


صوتُ كربلاء

يحملُ جوابَ الريح:

هل مررتَ هنا؟

ظلالُ اليقين

لا أحد سواه…

بقيةُ الله.


كربلاء…

ليست أرضًا فحسب،

بل ميزانُ الأرواح،

كلّ شهقةٍ فيها

تمتحن التوازن

بين العدل والجُبن،

بين الدم والخذلان.


سلام السيد

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة جامعة مصر للشعر والأدب 2014 - 2015